يعد تطوير استراتيجية قوية للعلامة التجارية أحد أهم الخيارات التي يمكنك القيام بها لصالح عملك.
فهي أكثر من مجرد خطة عمل، إنها نجمة الشمال الخاصة بك. إن استراتيجية علامتك التجارية تمثل خارطة الطريق لأهداف عملك وكافة استراتيجيات التسويق والاتصالات. حيث تعمل الإستراتيجية كعنصر سري لديه القدرة على تحويل مسارعمل شركتك ودفعها إلى آفاق جديدة.
وهنا يبرز السؤال، كيف يمكنك معالجة العملية المعقدة لتطوير استراتيجية تزيد من قيمة الأعمال؟
فيما يلي خمس خطوات قابلة للتنفيذ لإرشادك خلال هذه المهمة.
الخطوة 1: استكشاف وتحديد المؤشرات الرئيسية
تتمثل الخطوة الأولى لتطوير استراتيجية العلامة التجارية الناجحة في اكتشاف بعض الأفكار الأساسية. وهذه هي نقطة الإنطلاق في النهج الذي نتبعه في براند لونج “مرحلة الاستكشاف”.
الهدف من هذه الخطوة فهم وضع علامتك الحالي في السوق. إن الطريقة الأنجع للقيام بذلك هي إجراء تدقيق ودراسة لوضع العلامة التجارية الحالية واستراتيجيتها. حيث يساعد هذا التدقيق على تحديد موقع علامتك التجارية الحالية ضمن المشهد التنافسي وتحديد مجالات التطوير.
وضمن تدقيقك، يجب أن تراجع نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات. ومن ثم تحديد كيفية توصيل استراتيجيتك المعدلة لعملائك وقياس أدائها.
إضافةً إلى ذلك، تأكد من مراجعة وتقييم هدفك السامي الحالي وقيمك ورؤيتك وهويتك المرئية واستراتيجية التسويق وكافة مواضع الاتصال التسويقي الأخرى. فمن خلال اتخاذ هذه الخطوة ستضمن أن استراتيجيتك هي الأمثل لتحقيق النجاح وتعظيم قيمة عملك.
الخطوة الثانية: افهم جمهورك المستهدف
تعد معرفة جمهورك من الداخل والخارج أمرًا بالغ الأهمية لصياغة استراتيجية قوية ذات وقعٍ وصدى لديهم.
من هؤلاء؟ ما هي قيمهم؟ ما هي احتياجاتهم ومشاكلهم وسلوكياتهم؟ يجب رسم رحلة العميل المتوقعة وفهم كيف تميز علامتك التجارية نفسها عن المنافسين. يجب تحديد نقاط الاتصال في رحلة عميلك والعمل على تحسين تجربته.
استخدم البيانات والمؤشرات الناتجة عن بحثك لمواءمة استراتيجيتك مع تصورات الجمهور المستهدف ومطالبه.
الخطوة 3: اكتشاف هدفك السامي
يتم ذلك من خلال تكوين صورة واضحة لتموضعك في السوق وبين جمهورك، بعد هذا يمكنك الآن اكتشاف هدفك السامي.
لا يتمحورهدفك حول ما تفعله، وإنما لماذا تفعله. إن هدف شركتك هو سبب وجودها ووعد علامتها التجارية. ويجب أن يوضح سبب وجود شركتك الذي يتجاوز تحقيق الأرباح فقط. يجب أن تحدد أيضًا ما يقدمه عملك لعملائك وأثر ذلك على حياتهم وعلى المجتمع.
لنأخذ “تومز” كمثال: هم شركة لصناعة الأحذية، إلا أن هدفهم السامي يتجاوز بيع الأحذية. فمقابل كل زوج يتم بيعه يتبرعون بآخر لشخص محتاج. والغرض من هدفهم واضح: “مع كل منتج تشتريه ، تساعد” تومز” شخصاً محتاجاً، واحدًا لواحد.” يُعرّف هذا الهدف “تومز” ويميزها في السوق. كما أنه يخلق علاقة عاطفية مع العملاء الذين يقدرون المسؤولية الاجتماعية.
الخطوة الرابعة: تبيان مجالات التمايز
يتم في هذه الخطوة الخوض بشكل أعمق لاستكشاف مجالات التمايز القابلة للتطبيق. فإن فهم ما يميز شركتك والمنطقة التي تلعب ضمنها، يعطيك القدرة على إنشاء مساحة مثالية لعملك للاستحواذ على حصة أكبر من السوق.
لتهيئة شركتك لتحقيق النجاح في المستقبل، ستحتاج ضمن عملية البحث عن مجالات التمايز الخاصة؛ إلى إجراء دراسة شاملة للسوق والمنافسة. ستمنحك النتائج جميع المؤشرات الضرورية للعثور على عوامل التمايز الأفضل التي ستساعد عملك على الازدهار.
أ- ميّزعلامتك التجارية
بعد الكشف عن مجالات التمايز الخاصة بك، حان الوقت أخيرًا لاستخدامها وتحديد القرارات الإستراتيجية الأكثر فائدة. فالمرحلة الأخيرة من منهجيتنا لتطوير استراتيجية العلامة التجارية هي “التمايز”.
يتضمن التمايز نحت مساحة مميزة في المشهد السوقي وعقول العملاء ، مما يسمح لك باكتساب ميزة تنافسية. ولتمييز علامتك التجارية ستحتاج إلى تحديد القيمة الفريدة التي يوفرها عملك لعملائك. بالإضافة إلى معرفة ما الذي يجعل منتجك / خدمتك مختلفة عن الآخرين، تحتاج إلى التفكير بعمق في ثقافة علامتك التجارية ومستوى الابتكار.
تشاركها شركتك مع عملائها وموظفيها وأصحاب المصلحة. تؤثر الثقافة بلا شك على أداء شركتك وطريقة استقبالها من قبل الجمهور المستهدف. وفي الوقت ذاته يقيس مستوى الابتكار الخاص بك مدى السرعة والجهوزية التي يمكن لشركتك أن تستجيب وفقها لاحتياجات العملاء وتلبية الفرص القادمة.
يمكن لتنمية الابتكار أن يخلق فرصًا جديدة من خلال إدخال تحسينات تدريجية على نموذج عملك. على سبيل المثال، إذا كنت تدير مقهى فيمكنك إضافة أنواع جديدة من مشروبات القهوة وبيع حبوب القهوة.
ب- ميّز هويتك البصرية
يتجاوز تطوير هوية العلامة البصرية المتمايزة العناصر الرسومية. فهي تمثيل بصري لاستراتيجية علامتك التجارية والتي ستقوم بتوصيل المميزات الخاصة بك إلى جمهورك.
يجب أن تعكس هويتك البصرية هدفك السامي وقيمك وما يميزك عن الآخرين. يجب أن تكون استراتيجية فعالة لا تنسى وقبل كل شيء حقيقية.
يحب الجميع القصص المعبرة وذات المعنى، لذا يجب أن تمتلك علامتك التجارية قصتها الخاصة. تعد رسائل علامتك التجارية جزءًا لا يتجزأ من هوية علامتك التجارية واستراتيجيتك العامة. يجب أن تشكل سردًا جذابًا لا يركز فقط على تاريخ شركتك؛ وإنما يعكس بشكل مثالي القيم والتجارب والتطلعات التي تحدد علامتك التجارية، حيث يعزز السرد الواضح للعلامة التجارية الروابط العاطفية ويزرع الولاء بين جمهورك.
الخطوة الخامسة: تفعيل إستراتيجيتك ومراقبتها وصقلها
بعد تطوير علامة تجارية شاملة وتصميم هوية هذه العلامة البصرية وتحديد خطوات إطلاق العلامة التجارية، فقد حان الوقت أخيرًا لإضفاء الحيوية على هذه الإستراتيجية ضمن جميع نقاط الاتصال بالعملاء.
من الضروري أن تتذكر أن صياغة إستراتيجية العلامة التجارية ليست عملية تتم لمرة واحدة. استراتيجيتك هي خطة ديناميكية يجب مراقبتها وصقلها بانتظام بما يتماشى مع ظروف السوق المتغيرة و آراء العملاء.
في الختام
نركز في براند لونج على أربعة عناصر رئيسية للتمايز عند تطوير أي علامة تجارية: الهدف السامي، والابتكار، والثقافة، والصورة. حيث يلعب كل عنصر من هذه العناصر دورًا مهمًا في المحيط المتعدد الأبعاد للعلامة التجارية لتحديد القيمة الفريدة الخاص بها وتمييزها عن المنافسين.
يستغرق إنشاء إستراتيجية قوية للعلامة التجارية وقتًا وجهدًا وخبرة، ولكن يمكن أن يكون المردود هائلاً. يمكن أن يؤدي إلى صنع علامة تجارية قوية لها صدى لدى جمهورك المستهدف وذات نمو مستدام.
نحن ملتزمون بمساعدتك في العثور على النقطة المثالية للتمايز من خلال منهجيتنا المكونة من ثلاث خطوات مجربة ومختبرة وعبر تركيزنا الثابت على الاستراتيجيات التي تحقق النتائج.
والآن ماذا عنك؟ هل أنت مستعد لاتخاذ الخطوة التالية نحو تعظيم قيمة علامتك؟ تواصل معنا إذا كنت ترغب في تطوير أو تحديث استراتيجية علامتك التجارية.
